معرض الكرة

يثير موضوع الحيادية في العمل الإعلامي جدلا كبير في أوساط الجماهير الرياضية ... وكثيرا ما نسمع أو نقرأ عبر المنتديات أو من خلال الرسائل الإلكترونية مقالات تنتقد معلقا ما إرتفعت نبره صوته عند التعليق على هدف أو فرصة لفريق دون أخر ، أو لصحفي وضع مانشيتا ناريا لمباراة أو تغاضى عن إبراز خطأ تحطيمي في عنوان مادته لهذا الفريق أو ذاك.

وحتى لا أبدو منظرا في سطوري هذه لا بد لي من القول إن الحيادية المطلقة لا تتوفر إلا في مدينة أفلاطون الفاضلة ، فمن منا كمعلق ، أو صحفي ، أو كحكم لم يلعب يوما لأحد الأندية الموجودة في مدينته أو لم يشجع فريقا ما ، محليا كان أم عربيا أو عالميا ؟ وهذا العشق الطفولي لا بد له أن ينعكس يوما ما بغض النظر عن المفصل الرياضي الذي سيعمل به الشخص .

لكن تبقى الحيادية مسألة نسبية ، يستطيع البعض أن يقارب درجاتها العليا دون أن يصل إلى قمتها ، ويفشل البعض الأخر ... فحيادة الإعلامي تتأثر بعوامل عدة بعضها لا علاقة لها بالرياضة أصلا ، وقد تغيب في مانشيت آو في اختيار صورة دون غيرها ، أو في إغفال تصريح وإبراز أخر ، أو في التركيز على أخبار ناد أو نجم معين وتجاهل أخر ... وهذا أمر يحصل بشكل واضح ليس في وسائل الأعلام العراقية فحسب ، بل في وسائل الإعلام العربية والعالمية خصوصا و أن الأخيرة يعتبرها البعض منابر حرة وديمقراطية يجب علينا الاقتداء بها ..

وانطلاقا من النظرة الضيقة لبعض الجماهير ، فأن اغلب الذين يعملون في الحقل الإعلامي يدعون الحياد ويخشون الإفصاح عن ناديهم الذي يشجعونه كي يجنبوا أنفسهم الحرج آو الانتقادات على الشبكة العنكبوتية ... في حين أن قلة فقط من الإعلاميين ممن لا يخشون المجاهرة بألوان الفرق التي يفضلونها عن غيرها ، وفي الحقيقة فإن قسما كبيرا من هؤلاء هم من يقاربون الدرجات العليا من الحياد ، لأنهم يثقون بأنفسهم ويقيمون وزنا واحتراما اكبر في عملهم الإعلامي لكل من يتابعهم أو يقرأ لهم ...

*روان الناهي

التعليقات