هل فقد مهاجم ال 9 بريقه ؟!
وجهة نظر تكتيكية
لا يعيش (هالاند ) افضل احواله مع مانشستر ستي بالمقارنة مع الموسم الماضي ، فيما يعاني (ليفاندوفسكي) مع البرسا واصبح تغييره في كل مباراة امر معتاد بالنسبة للمتابعين ، و كما عهدنا (هاري كين) فهو يميل للعب بأدوار مهاجم ال (9 .5) او مهاجم رقم (10) الذي لا ينسحب من الصندوق كثيراً ، وصل ريال مدريد سيمي فاينل التشامبيونزليغ بدون مهاجم صريح ويتصدر الدوري كذلك ، واضحى (داروين نونيز) مجرد صورة صورة ساخرة بعنوان المهاجم الذي لا يعرف كيف يسجل ....... والامثلة كثيرة ..
ومع تطور فلسفة الكرة نلاحظ تراجع ادوار المهاجم الكلاسكي في الرسم الخططي والتكتيكي لاغلب الاندية ، فمسألة توظيف لاعب للتسجيل فقط والتمركز في صندوق الخصوم باتت من الماضي ، اذا اصبح الجميع يسجل ، الاجنحة تخترق التحصينات الدفاعية وتسجل بالسرعة والمهارة ، فيما يشارك لاعبي الوسط كخيارات اضافية في عملية البناء الهجومي ويقتربون او يدخلون من عمق دفاعات الفرق الاخرى ، ولا يزال المهاجم الوهمي يمثل الفكرة العبقرية التي تجد صداها الواسع لدى الكثير من المدربين .
ويبدو ان معاناة المهاجم الكلاسيكي وتراجع ارقامه يأتي لعدة اسباب :-
1. تطور المنظومة الدفاعية للفرق ، حداثة الفكر الدفاعي جعلت مهاجم ال 9 فريسة سهلة سواء للرقابة الفردية اللصيقة او الوقوع كضحية تركض بين قلوب الدفاع دون ان تصل اليه الكرة بفعل الضغط الذي تمارسه المنظومة الدفاعية التي تبداً من لاعب الارتكاز وتنتهي بالحارس مما يعيق صانع الالعاب من ممارسة ادواره الكلاسيكية بالتمرير صوب مهاجم الصندوق من اجل التسجيل وخلق الفرص .
2. استنساخ الافكار ، فحتماً ايقاف مهاجم كبير مثل (هالاند) كما حصل في مباراة الاياب بدوري الابطال ضد ريال مدريد منح بقية المدربين الفكرة والمفتاح لحل احجية تفوق هالاند علبى المدافعين ، ولأن احتكار الاقكار مسألة غير موجودة في قواميس الكرة فبات التقليد والتجربة ومحاكاة افكار الاخرين وسيلة وسبيل في التعامل مع مختلف الافكار الفنية ومختلف اللاعبين مهما كانت الجودة .
3. الكل يهاجم ، الكل يدافع ، فعملية الدفاع والضغط بالكرة الحديثة تبداً من اخر مهاجم وتنتهي بحارس المرمى ، واقصد هنا بالضغط هو الضغط الحقيقي وليس (المضايقة) فقط ، عليه فأن عودة المهاجم الكلاسيكي في العملية الدفاعية قد تفرض عليه البطؤ في الهجوم المرتد اثناء قطع الكرة مما يسبب التاخير في سرعة البناء الهجومي ، لذلك بات الاعتماد على السرعات و (الاجنحة) بالذات في الفكر الهجومي الحديث .
بالنهاية تراجع الادوار لا يعني بالضرورة نهايتها ، لكن ذلك يفرض التحديث في اناطة الادوار و لم لا تطوير مواصفات المهاجم الكلاسيكي و على الاخص من الناحية الدفاعية ، وهذا الامر بالتأكيد لن يستغرق طوبلاً مع السرعة التي تمضي بها عجلة الحداثة في فلسفة كرة القدم المتطورة .
هل فقد مهاجم ال 9 بريقه ؟!
وجهة نظر تكتيكية
26/04/2024
التعليقات